النادي الثقافي العربي  
 
الرئيسية النظام الداخلي التعريف الميزات الرؤساء الهيئات واللجان النشاطات ارشيف الإنجازات اتصل بنا

معرض الكتاب
 
 
 
 
 
 
 
صفقة القرن تداعياتها على الوضع العربي الراهن    |    أرشيف نشاطات و معارض النادي الثقافي العربي    |    تاجيل معرض الكتاب    |   

الولادة الثانية للنادي الثقافي العربي
تأسس النادي الثقافي العربي كما هو معروف، عام 1944، على يد نخبة تنتمي فكرياً وسياسياً الى التيار القومي العربي الذي كان نتاجاً موضوعياً للتداعيات السياسية والقومية التي اعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية وما افرزته من كوارث على مختلف شعوب اوروبا والشرق الاوسط.
 
وقد نشطت هذه الكوكبة من الرواد العروبيين باتجاه انشاء ناد ثقافي يكون محور نضالات ثقافية وتربوية ونتيجة نشاط هؤلاء تم تأسيس النادي عام 1944. 
 بادر هؤلاء الناشطون الى القيام بنشاط ثقافي عام من محاضرات وندوات تناولت مسار تلك المرحلة في حياتنا الوطنية. الا ان هذا النشاط لم يقيّد له ان يدوم لأكثر من بضعة أعوام، ثم توقف النشاط الثقافي بسبب اضطرار بعض اعضاء الهيئة التأسيسية للسفر والبعض الاخر شغلته امور الحياة والعيش. 
 
ويمكن الاشارة الى ان ظروف الولادة الاولى للنادي تكاد تشابه نفس ظروف التأسيس الثاني عام 1956. وقد برزت المرحلة الاولى هذه بعد معركة 1948 التي ادت الى ضياع فلسطين واقامة اسرائيل كدولة غاصبة للأراضي العربية الفلسطينية بمساعدة وتأييد الاستعمار البريطاني في ذلك، وتأييد الدول الاوروبية. 
 
وكان من نتائج نكبة فلسطين تدفق اعداد كبيرة من الفلسطينيين الى لبنان وانتساب اعداد كبيرة من الطلاب الفلسطينيين الى الجامعة الاميركية ببيروت. 
 
كان طبيعياً ان تزيد النكبة بين طلاب الجامعة الاميركية، تفتح المشاعر القومية العربية. وهكذا تم اللقاء الطبيعي بين هذه المتغيرات وبين الجذور السابقة للتيار القومي العربي في الجامعة الاميركية ممثلا بجمعية العروة الوثقى، ونفر من الاساتذة النشيطين في هذا الاتجاه، والذين لعبوا لفترة طويلة دور المرشد والمحرض السياسي، وعلى رأٍسهم قسطنطين زريق، واجيال الطلاب من القوميين العرب الاوائل في عقدي الثلاثينات والاربعينات. 
 
استغرقت هذه التفاعلات التي يمكن اعتبارها مخاضاً لميلاد حركة القوميين العرب، تعبيراً سياسياً جديداً عن التيار القومي العربي، ما يقارب السنوات الاربع ( 1948 – 1952 )، ظهر خلالها عدد من الناشطين بين صفوف طلاب الجامعة الاميركية، هناك من ابرزهم في هذا المجال بالذات الدكتور جورج حبش، ومجموعة من زملائه الذين اسسوا التنظيم السياسي الذي عرف بعد ذلك باسم حركة القوميين العرب. وكان طبيعياً ان تكون جمعية العروة الوثقى في الجامعة الاميركية الموقع الاول والابرز الذي يمارس فيها هذا التيار نشاطه. غير ان هذه المرحلة تميزت بمزيد من مشاعر الحدة والمرارة التي خلفتها نكبة فلسطين، مع نزوع الى مزيد من الجذرية والتطرف. من ذلك مثلاً ان مجلة جمعية العروة الوثقى، حملت من تلك المرحلة، اضافة الى اسمها، عبارة " مجلة قومية عربية"، مع شعار يمثل خريطة الوطن العربي، وفيه مشعل على موقع فلسطين في الخريطة. 
 
وفي سنوات المخاض الاربع المذكورة كان النادي الثقافي العربي موجوداً، ولكن من غير نشاط بارز بعد رحيل رامز شحادة وسفر معظم نشيطي المرحلى الاولى. فكان طلاب العروة الوثقى يجتمعون في النادي، ويواصل بعضهم تقليداً قديماً باستئجار بعض غرف النادي للاقامة فيها.
 
وظلت الامور تسير على هذا المنوال، حتى حصل التطور الدراماتيكي الابرز، عندها شعرت ادارة الجامعة الاميركية ان الطابع السياسي لنشاط طلاب العروة الوثقى قد أخذ يتجاوز الحدود المرسومة اصلاً لجمعيات الطلاب داخل الجامعة، فاتخذت قراراً بحل جمعية العروة الوثقى.
 
عند ذلك، بدأت حركة القوميين العرب الناشئة تفكر بواجهات علنية تمارس نشاطها من خلالها، فبرز في ذلك الحين هيئات من نوع: 
  • هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل. 
  • هيئة مقاطعة البضائع الاجنبية. 
  • نشرة الثأر. 
 
كان طبيعياً في مثل هذه الظروف ان يتجه شباب الحركة الى تنشيط علاقتهم بالنادي الثقافي العربي وتطويرها، وكانت الثمرة الناضجة لذلك اعادة تنشيط النادي في العام 1956. في مقارنة لافتة للنظر، فمثلما كانت ولادة النادي الاولى ثمرة لانخراط نشيطي التيار القومي العربي لأداء دورهم في معركة استقلال لبنان، فقد كانت الولادة الثانية ثمرة انخراط نشيطي التيار القومي في الخمسينات في معركة المد القومي العربي.
 
ان مراجعة اعداد مجلة الثقافة العربية التي بدأ النادي بإصدارها منذ تأسيس الثاني العام 1956، ومراجعة الكتب والكتيبات الصادرة عن تلك المرحلة، وعناوين المحاضرات والندوات في الفترة نفسها، تبين توجهات واهتمامات تلك المرحلة الخصبة والحيوية من عمر النادي الثقافي العربي.
 
وقد انتسب لعضوية النادي في تلك المرحلة عدد من الشبان العرب (من لبنان والأقطار العربية الأخرى) ممن تحملوا فيما بعد مواقع المسؤولية الاولى في عدد من الاقطار العربية وفي عدد من الحركات الشعبية العربية من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر خمس رؤساء كانوا اعضاء في النادي، ومن اسرته: الرئيسان رفيق الحريري وسليم الحص وفؤاد السنيورة في لبنان، رئيس الوزراء الراحل في الأردن عبد الحميد شرف، رئيس مجلس الاعيان الاردني طاهر المصري، رئيس الوزراء الليبي السابق عمر المنتصر، وعدد من المسؤولين اللبنانيين بينهم نجيب ابو حيدر ومنير حمدان والنواب: عبد الرحيم مراد ومحمد قباني، والنائب الوزير السابق جوزف مغيزل.
 
وقد شهدت مرحلة الستينات نهاية العلاقة الخاصة بين النادي وحركة القوميين العرب وبداية الانفتاح الثقافي على مختلف التيارات الفكرية الموجودة في لبنان. 
 
وبإمكاننا القول تحديداً أن العام 1960 كان نقطة الفصل الأساسية بين النادي الثقافي العربي كمنبر سياسي علني لحركة القوميين العرب، وخاصة بعد إنشاء وتأسيس مجلة الحرية في اول العام 1960 وهي اللسان العلني السياسي المركزي للحركة، واستمرت كذلك حتى سنواتها الأخيرة. 
 
منذ هذا التاريخ تحول النادي فعلاً الى نادٍ ثقافي مستقل وحر، ومنبر حوار ديمقراطي منفتح على كل التيارات الفكرية وقدم منبره لحوار ديمقراطي لصراع الأفكار والبرامج والتوجهات دون ان يعلن تأييده لهذا الفريق، او ذاك، الا ان النادي حافظ على الدوام على اتجاهه العروبي الديمقراطي المتقدم المؤيد للحوار والمعادي للإرهاب الفكري والمؤيد بصورة مطلقة لحرية الفكر وحق الاختلاف.
 
من هنا وعلى هذه القاعدة استمر النادي في مسيرته القومية يشكل بحد ذاته قيمة ثقافية كبرى في مدينة بيروت خاصة وان النادي قام بتطوير معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي اصبح يشكل ظاهرة ثقافية بارزة في حياة لبنان ومعلماً حضارياً هاماً لمدينة بيروت المحروسة، مدينة الشرائع والانفتاح على روح العصر.. مدينة المستقبل.

 
 

جميع الحقوق محفوظة © 2010 | تصميم وتنفيذ e-gvision.com